البنت من المهد الى اللحد مسؤولية الوالدين

اللهم صل على محمد و آل محمد وعجل فرجهم

من الخطأ أن يتصور الوالدان بأن مسؤوليتها تنحصر بتوفير الغذاء والملبس والمسكن والسبل التي تضمن صحة وسلامة البنت ثم تنتهي مسؤولية الوالدين عند هذا الحد 0

لقد جعل الاسلام من مسؤولية الاباء تجاه البنات اعداد الاجواء المناسبة لرفع وعيها وتربيتها وتوفير الارضية المناسبة لتقدمها ,
واحتسب ذلك من الحقوق المهمة للبنات 0

ان البنات بامكانهن الوصول الى مقام العبودية والعادة الخاصة لله سبحانه وتعالى , واذا ما قصر الوالدان في هذا المجال وقدموا البنين على البنات في توفير ضروريات الوصول الى هذا المقام فان الوالدين يأثمان على تقصيرهم هذا 0

البنت أمانة في يد الوالدين يجب ان يوفرا لها طريق الخير والصلاح , وان عدم الاهتمام بها وبمصيرها يؤدي الى توجيه ضربة لمكانتها في المجتمع , وذلك بحرمان المجتمع من الامهات المؤمنات المتقيات 0

وفي تربية الفتيات يجب مراعاة مسألة الاهتمام بشؤونهن ومكانتهن , فيجب ان نأخذ بنظر الاعتبار الاوضاع الطبيعية والخصائص الفطرية , والتباينات الفطرية والغريزية والعاطفية , الروحية والنفسية , مع رعاية التباين بين البنات والبنين , الاهتمام بتربية البنات أكثر , ويجب أن نهتم بايجاد أرضية لتطور وتكامل البنين والبنات بالتساوي , والاخذ بنظر الاعتبار ان هؤلاء سيكونون في المستقبل رجالا ونساء يمثلون جناحي الاسرة , ولكن يجب ان نراعي في تربيتها كونها سيتحملان في المستقبل مسؤليات متبانية , فيجب ان تكون تربيتهم متباينة , ولا يعني أننا سنفرق بينهما في التربية أو نفضل أحدهما على الاخر , بل يجب أن نراعي ان لاتكون تربية البنات مثل طريقة تربية البنين ,
ويجب أن نلاحظ الضرؤريات والمقتضيات في هذه التربية , حيث ان الاساس في التربية هو الحرية في نطاق الحاجة المشروعة مع مراعاة الفضيلة والتقوى المقرونة بالوعي والاعتقاد , ويجب أن نحرر البنت من القيود المصطنعة التي وضعها البشر ,
لكي نضمن استقلالها لكي تعيش عيشا شريفا وكريما 0

وفي كل الاحوال يجب ان لاننسى شأن البنت ومنزلتها في هذه الحياة الدنيا , حيث ان مريم ام عيسى (على نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام ) تولى تربيتها ورعايتها خالق هذا الكون سبحانه وتعالى , فيقول في كتابه الكريم : ( وانبتها نباتا حسنا ) .

والله ولي التوفيق

تحياتي

طرح قيم وأكثر من رائع

الزينبية

لكِ آلاف الشكر على أختيارك الرائع

وجزاك ربي خير الجزاء